ما هو الإسلام؟
إذا تأملنا كلمة إسلام فسوف نجدها مصدرا للفعل أسلم والتى معناها انقاد
وخضع وأسلم أمره أي فوضه كما نجد أن الأصل فى الإسلام مادة سَلِم
أي برئ أو خلص فهو سالم أو سليم .
ولعل هذا المعنى اللغوى يقودنا إلى جوهر الإسلام ومعناه ألا وهو الخضوع والانقياد التام لله عن طريق تنفيذ أوامره واجتناب نواهيه أو إسلام الوجه والقلب لله
تعالى بحيث لا يرى الإنسان خالقا أو رازقا أو محاسبا على النعم غير الله- سبحانه وتعالى –وهذه النظرة للإسلام تجعلنا ندرك أن الإسلام دين الأنبياء منذ آدم عليهالسلام وحتى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مع اختلاف بعض الشرائع والتكليفات تبعا لكل زمن ولكل قوم أرسل إليهم نبى أو أكثر وصدق المولى سبحانه إذ يقول: ” إن الدين عند الله الإسلام ” فكل الأنبياء دعوا أقوامهم إلى عبادة الله وعدم الإشراك به
أثر الإسلام فى نفس المسلم
لا شك أن الإنسان عندما يسلم الوجه والقلب لله سبحانه يشعر بطمأنينة كبيرة وعدم خوف من المستقبل فلا يشعر بقلق لأنه يعلم أن غدا بيد الله تعالى
” وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا “كما أن الآنقياد لله يجعل صاحبه فى معية الله سبحانه وييزداد يقينه بأن له من خير فبيد الله سبحانه وما يصيبه من شر فمن
نفسه أو هو ابتلاء واختبار من الله ليمحصه أو ليغفر له ذنوبا حتى يلقى الله تعالى وما عليه ذنب مصداقا لقول نبينا صلى الله عليه وسلم : عجبا لأمر المؤمن كل أمره له خير إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له فإن أيقن المؤمن بهذا هانت فى وجهه الشدائدفلا يحسد أحدا على ما آتاهالله منفضله لأن كل شئ يقدره الله يكون لحكمة لا يعلمها إلا هو كما أن إسلام الوجه لله تعالى يشجع الإنسان على العمل من أجل الآخرة والدنيا معا فى توازن لاتجد له مثيلا فى أى ديانة أخرى فهو يبنى فى دنياه ويعمر ويعمل لآخرته ويدخر ثوابا ينفعه يوم الحساب كما أنه يشعر بتوازن نفسى عجيب فلا هو مغرق فى الروحانية والابتعاد عن الدنيا ولاهو مغرق فى المادية وملذاتها بل يأخذمن هذه وتلك فالمسلم يعمل ويبنى ويحتسب الأجر والثواب عند الله بل إن أعمال الدنيا تتحول عنده إلى عبادة إذا كانت نيته من عمله الدنيوى تنفيذ ما أمر الله به من السعى والمشى فى الأرض كما أن عاداته اليومية تتحول إلى عبادات إذا قصد بها طاعة الله والتقرب له سبحانه .
الإسلام عقيدة وعمل
لعلنا فى السطور السابقة نكون قد تعرضنا للعقيدة الأساسية للإسلام والتى يجب على كل من يعتنق الإسلام أن يعتقدها بل ويجب على كل مسلم أن يسأل نفسه عن هذا الاعتقاد إذا عراه خلل كأن يعتقد أن غير الله ينفع أو يضر سواء أكان رئيسا أو مرءوسا وهذا اعتقاد خاطئ لأن النفع والضر بيد الله سبحانه.
إن فعقيدة الإسلام هى : أن تعتقد وتجزم بأنه لاخالق ولا رازق ولا ضار ولا نافع إلا الله سبحانه وتعالى فإن اعتقدت أن مخلوقا كائنا من كان يمكن أن يفعل لك
ذلك فاعلم أن هناك خطأ فى عقيدتك يجب تداركه .
وهذه العقيدة السليمة تتطلب منك واجبات نحو الخالق سبحانه وهذه الواجبات هى التكاليف التى نسميها العبادات إذن فالعقيدة السليمة أساس لقبول العبادات فلا
تقبل عبادة من فسدت عقيدته كما يقول الله سبحانه فى الحديث القدسى : ” أنا أغنى الشركاء عن الشرك فمن عمل عملا أشرك فيه غيرى فهو عليه رد
التوحيد جوهر العقيدة الإسلامية
التوحيد معناه عبادة الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد وهذا أيضا يتطلب منا أ، نجزم ونعتقد يقينا بأن الخالق واحد يغير ولايتغير أول بلا بداية آخر بلا نهاية لا يحيط به عقل ولا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وبهذا ينفرد الإسلام عن بقية الديانات “لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا “.
والتوحيد لا يتعارض مع العقل البشرى بل إن الإنسان إذا أعمل عقله فى ملكوت السماوات والأرض لأدرك أنه لا بد من وجود خالق قدير ولعل فى قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام ومناظرته لقومه تأكيدا لدور العقل فى قضية التوحيد كما أننا فى حياتنا اليومية يمكن أن نستدل على ذلك ولنأخذ مثلا – ولله المثل الأعلى - السفينة المبحرة فإذا كان هناك ربان واحد لها لوجدنا أنها تسير مستقرة لأن القيادة واحدة أما إذا كان هناك أكثر من ربان فسوف يكون غرقها أكيدا لتعدد القيادة وتضارب القرارات فما بالنا بهذا الكون الشاسع الذى لا يعلم مداه إلا الله سبحانه وهذه الدقة المتناهية التى يسيربها ” لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل فى فلك يسبحون ” أقول إن هذه الدقة المتتناهية تتطلب وحدانية الخالق.
كما أن العقيدة الإسلامية لا تقوم على تجسيم الخالق تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا كما تقوم على ذلك بعض العقائد الأخرى فإن التجسيم يجب أن يعتريه خلل لأن فيه تشبه بالموجودات أما الخالق عند أهل الإسلام فهو لا مثيل له ولا يحيط به علم العلماء ولا فكر الإنسان لأن فكر الإنسان قاصر وله منتهى فالخالق عندنا “ ليس كمثله شئ ” وعظمة العقيدة الاسلامية تكمن فى آثارة فالكون كله ناطق بوحدانيته والموجودات جميعًا تسبح بحمده ولن أخوض كثيرا فى قضية التوحيد لأن هذا الفرع قتل بحثاً ومن شاء أن يستزيد فليرجع إلى المكتبة الإسلامية .
أركان الإسلام
أركان الإسلام ولنا أن نستشف من هذه التسمية أنها دعائم أساسية يقوم عليها الإسلام فإذا انتقض ركن منها رجع ذلك إلى خلل فى الاعتقاد بل إن كل ركن منها سوف يصل بنا إلى فهم عميق للإسلام بل إذا أخلصنا فى هذه الأركان فاننا سوف نسمو إلى درجة الإيمان أو درجه الإحسان فكل مسلم يجب أن يؤدى هذه الأركان وإلا خرج عن المله ولذلك فإنه من الأهميه بمكان أن ننبه إلى حقيقة هذه الأركان وأنها ليست أعمالا يقوم بها الإنسان فحسب بل هى مشاركة نادرة بين العقل والقلب والجوارح وإلا أصبحت حركات لا طائل منها ولا علاقة لها بالعقيدة فكما أسلفنا إن الإسلام عقيدة وعمل – اعتقاد بالجنان وعمل بالجوارح والأركان